جماليات اللهجة العامية في تشكل اللغة الشعرية مصطفى جمال الدين اختياراً

د. علي هاشم طلاب الزيرجاوي،

جامعة المثنى، العراق

تشكل اللهجة العامية أثراً جمالياً بالغ الأهمية في تشكل اللغة الشعرية التي هي جزء مهم من مكونات البناء الفني للقصيدة ، بل هي وسيلة الشاعر في إيصال ما يريده إلى المتلقي ، وهي على كل حال تختلف عن اللغة العادية التي يتداولها الناس، فاللغة الشعرية شيء واللغة بصورة عامة شيء أخر  ، و قد تصبح اللغة العامية  لغة شعرية بقصدية تامة نتيجة تأثر الشاعر في بيئته وألفاظها الخاصة ،ونلحظ مدى التأثر الكبير عند الشاعر مصطفى جمال الدين في تجسيد ذلك الأثر مع بيان مواطن جماله بشكل مفصل ، وسنحاول جاهدين إظهار اللغة العامية المستعملة في بيئة الاهوار ـ بيئة الشاعر ـ بوصفها لغة شعرية على الرغم من عاميتها   ، إذ نجد إن الشاعر يجرد خياله من ثقافته الواسعة في  اللغة ليلجأ إلى لفظ عامي ( الجريد ) كثير التداول قي بيئة الاهوار خاصة والريف عامة ، فكان لهذا اللفظ مكان الصدارة في بحثنا لأنه الأغرب عندما يلجأ إليه شاعر مثل مصطفى جمال الدين درس اللغة ونال بها الدكتوراه إذ قال: 

وتروى من ( الجريد ) المدمى                     يوم بدر في النهروان نحور

     ولم تخل قصائد الشاعر في الأعم الأغلب – في كل مراحل حياته – من ألفاظ هذه البيئة بل إن الشاعر اخذ يصورها بأشكال مختلفة وصور متعددة ، فالموقد الخشبي هو أحد صور هذه البيئة الريفية ، وقد لا نغالي إذ نقول أنه موجود في هذه المناطق إلى يومنا هذا ،على رغم من التطور والتحضر  فكأن الموقد عند الشاعر قد سيطر على خياله وصوره ومهما أبتعد الشاعر فانه سرعان ما يعود ليستحضر هذا الموقد فذكر مراحله المختلفة من (حطب ، وقود ، ونار ، وشواظ، وجمر، ورماد  بل حتى باخ الموقد وحطامه ).   لقد وقف البحث عند التفاصيل الدقيقة لهذه الألفاظ المستوحاة من البيئة الريفية التي مثلت لهجة خاصة في مناطق محدودة من جنوب العراق وتحديدا في مناطق الاهوار .

الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي الثاني حول القضايا الراهنة للغات، اللهجات و علم اللغة، 2-1 فبرایر2018، الأهواز، (WWW.LLLD.IR).


طباعة