البعد اللغوي في تفسير القرآن الكريم - تفسير القرطبي أنموذجا-

د. شريفة زغيشي،

جامعة باتنة-1، الجزائر

تكتسي معرفة اللغة العربية أهمية كبرى في عملية التفسير، فالقرآن الكريم نزل بلغة العرب، ووفقا لأساليبهم في التخاطب. قال تعالى: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) - يوسف:2 -  وقال: (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)  -النحل: 103- وقال: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) – فصلت: -3. فهذه الآيات وغيرها تؤكد أن القرآن الكريم، وهو بالتالي- يحمل كل خصائص اللغة العربية، وعليه أخذ الاهتمام باللغة العربية في عملية التفسير بعدا قيما يساهم في إجلاء معاني القرآن،  مما يحتم معرفة هذه اللغة، و الإحاطة بخصائصها ومميزاتها، للتوصل  إلى فهم صحيح للقرآن الكريم، يقول الشاطبي: " فمن أراد تفهمه فمن جهة لسان العرب يفهم، ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة ". وقد أدرك المفسرون الأوائل، هذه قيمة، فظهرت اللغة العربية كأداة  بارزة استعملوها  في بيان  غوامض مفردات القرآن الكريم، ويمكن القول أن التفسير في مراحله الأولى، والتي يمكن أن  نطلق عليها المرحلة التأسيسية كانت تعتمد على المعالجة اللغوية إلى جانب المعالجة الأثرية، هذه الأخيرة تعتمد على التفسير بالمأثور ، ومن أبرز ما كتب في تلك الحقبة  نجد تفسير " مجاز القرآن" لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت: 209ه) النحوي واللغوي البصري، وكذا تفسير "معاني القرآن" لأبي زكريا الفراء (ت: 207ه)، وهو تفسير قيم حوى الكثير من  الفوائد اللغوية ووجوه إعراب كلمات القرآن الكريم. في هذه الورقة سنتعرف على أبرز أعلام المفسرين الذين خصصوا مساحة كبيرة للمسائل اللغوية في تفاسيرهم، مع التركيز على تفسير القرطبي.

الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الخامس حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR)  ، 3-2 فبرایر2021 ، الأهواز.


طباعة