بناء الحوار الدرامي وإنتاج الدلالة في السرد القصصي

د. سلطان بن سعيد بن محمد الفزاري،

قسم الدراسات التربوية، كلية التربية بالرستاق، جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، سلطنة عمان

شهد الأدب العربي الحديث صورا كثيرة تعكس التداخل بين الأجناس الأدبية، وكانت القصة القصيرة واحدة من الأجناس التي استوعبت ذلك التداخل، ويرجع ذلك إلى طبيعة القصة القصيرة ومرونتها، فهي جنس أدبي يمتاز بقابليته للتنوع والإفادة من مختلف المصادر، ثم إنها ذات شكل طيّع يتيح لمبدعها حرية واسعة، كما أنها من أكثر الأجناس الأدبية انسجاما مع متطلبات العصر الذي أصبحت الحياة فيه أشد تعقيداً وأكثر تشابكاً في جزئياتها من ذي قبل، فاستدعت الانتقال إلى مرحلة تُمنح فيها الخصوصية لتلك الجزئيات، ويُعطى كل منها حقه، وهو ما استطاعت أن تقدمه القصة القصيرة بتركيز عناصر بنائها على فكرة واحدة، وزاوية معينة من زوايا الحياة المتشعبة. وتأتي علاقة القصة القصيرة بالمسرحية، شكلا من أشكال تداخلها مع الأجناس الأدبية الأخرى، فقد استعارت القصة القصيرة منها كثيرا من السمات الداخلية والخارجية ولم تكن هذه الاستعارة اعتباطية ولا وليدة حاجة ملحة إلى مقاربة القصة القصيرة في ظل غياب تحديد نوعي لها، وإنما كان ذلك من باب التطور والاستمرار، فالقصة القصيرة جنس غير منته، وهي في تجدد مستمر. ويعد الحوار واحدا من العناصر التي استعارتها القصة القصيرة من المسرحية، فكيّفت مفهومه وأخضعته لقوانينها الخاصة، وأوجدت مسافة واضحة بينه وبين حوار النص المسرحي. وعليه فإن هذا البحث يسعى للكشف عن تداخل القصة القصيرة مع المسرحية من خلال توظيفها لواحد من عناصرها الفنية، وهو الحوار الدرامي، فيعرض البحث آلية بناء الحوار الدرامي، وإنتاج الدلالة في السرد القصصي، ويتم ذلك كله من خلال التطبيق على نماذج من القصة العمانية القصيرة.

الكلمات المفتاحية: الحوار الدرامي، القصة القصيرة، الدراما، تداخل الأجناس الأدبية.

 الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي الثامن حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ،  14-15 فبرایر 2023 ، الأهواز.

powered by social2s