التخييل التاريخي في رواية "نازلة دار الأكابر" لأميرة غنيم

د. ضو بن نصر سليم،

جامعة تونس، تونس

يُعتبرُ التخييل التاريخي أحد الأجناس الأدبيّة الواصلة الفاصلة بين المرجعي التاريخي بكافة ثقله وزخمه ومادته التقريرية والمتخيّل الأدبي وما يستندُ إليه من إيهام ومغالاة وتخييل ، عبر تخييل التاريخ وفق لعبة تخييليّة تُخضع الوقائع التاريخيّة للتحوير والتحويل بما ينسجم مع منطق الرواية ومقاصد المؤلّف وتوظيف التاريخ برموزه ووقائعه وأحداثه على نحو يُصبح معه رافدا من الروافد البانية للرواية. وهذا وجه من وجوه التناص مع التاريخ لأنّ التناص يقوم في جوهره على استعادة متناصّات قد تكون تاريخيّة أو دينيّة أو أدبيّة أو أسطوريّة استعادة تحويل ولعب... وقد نجحت الروائيّة التونسيّة "أميرة غنيم" في تجريب الكتابة ضمن المناخات الأدبيّة لهذا الجنس الكتابي في مؤلّفها "نازلة دار الأكابر"، باتّخاذ التاريخ مادة لحبك رواية متخيّلة وجعل شخصيّة المصلح التونسي "الطاهر الحداد" سندا في ذلك عبر تخيّل قصّة حبّ حادّة وعاصفة جمعته مع فتاة من إحدى الأسر التونسيّة المرموقة ذات رأسمال اجتماعي كبير، آلت للفشل. معرّجة في الأثناء على أهمّ ما عاشه الحدّاد من خيبات وانتكاسات غداة صدور مؤلفه المشهور المعنون ب"امرأتنا في الشريعة والمجتمع"، في إشارة إلى الصراع الحاد حينها بين رموز الانفتاح في تونس والعالم العربي من جهة والسلطة الدينيّة الأصولية ممثلة في مشائخ الزيتونة الكبار ممن تصدوا لكافة محاولات التحديث وعصرنة المجتمع وضخّ دماء جديدة فيه لخلق جيل واعي تحت ذرائع حماية الأصالة والهوية والدين....

وسنعمل خلال هذه الورقة على الإجابة على جملة من الإشكالات، كالتالي: ماهي أوجه تقاطع التاريخ مع التخييل في رواية نازلة دار الأكابر؟ وأي أثر لذلك على صدقيّة التاريخ والإحالات متصلة المرجع من ناحية وعلى أدبيّة النص الروائي ثانيا؟ هل يُجهز ذلك على النصّ ويُفقده قيمته أم يغني شعريته؟ كيف يمكن تحقيق المواءمة بين السرد والتخييل الروائي؟ أي وظائف يؤدّيها النص التخييلي التاريخي؟

الكلمات المفتاحية: تخييل، تأريخ، رواية، أميرة غنيم، نازلة دار الأكابر.

 الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي الثامن حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ،  14-15 فبرایر 2023 ، الأهواز.

powered by social2s