السرقات الشعرية في كتاب الدر الفريد وبيت القصيد لأبن ايدمر المستعصمي (ت 710 ه)

د. محمد حسين عبد الله المهداوي و د. مكاسب عبادي عبود،

جامعة كربلاء، العراق

فقد كان الأدب العربي _ولا يزال_ معيناً لا ينضب، يمدنا بمكنونات جواهره على طول الزمان، والعصور، وإنَّ كتاب (الدر الفريد وبيت القصيد) هو أحد تلك الجواهر النفيسة التي بقيت حبيسة المكتبات، مرهونة بالنسيــــــــــــــان، حتى انبرى لها رجالٌ؛ لينيروا وجهها، ويُعيدوا رونقها من جديد؛ إذ عمد الدكتور فؤاد سزكين إلى إخراج هذا السفر الخالد من جديد عندما نشر مخطوطته التي كان عليها، ثمِّ قام الدكتور كامل سلمان الجبوري بتحقيقه، وطباعته، وإخراجه على النحو الذي بين أيدينا، وأهم ما يميز هذا الكتاب ضخامة المادة العلمية فيه، وتنوعها ما بين الشعر، والنثر؛ إذ احتوى على ما يقارب عشرين الف بيت شعري ناهيك عن الأخبار، والنثر الفني، كما أنّ مؤلف الكتاب عاش في الحقبة التي أعقبت سقوط بغداد سنة (656هــ) ، ويعكس شكل الحياة الثقافية، والعلمية، التي يتمتع بها علماؤها. وتقوم الفكرة الرئيسة في الكتاب على جمع أكبر قدر ممكن من الأبيات الشوارد التي جرت مجرى الأمـــــــــثال، وتكون قائمة بذاتها، مستقلة بمعناها، غير محتاجة إلى غيرها في إتمام معناها، ومثلما شغلت قضية السرقات الشعرية أذهان النقاد القدماء، فقد شغلت ذهن ابن أيدمر؛ إذ يكاد يبني كتابه عليها؛ فلا يكاد يذكر بيتاً، أو مجموعة أبيات إلاَّ وذكر من أين أخذه صاحبه ، ومن هو مخترعه، وأين أجاد المتبع ، وأين أخفق، وبلغ من اهتمامه بهذه القضية؛ أنّه أحصى المصطلحات الدالة عليها ، وفصّل القول فيها، ونوع في استعمال الشواهد المرافقة لها، في مقدمته النقدية، وكان عددها تسعة عشر ضربا، فكان ذلك جانباً تنظيرياً، وتطبيقيا . وهذا البحث دراسة تطبيقية في هذا الكتاب.

الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الرابع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ، 2-1 فبرایر2020 ، الأهواز.


طباعة