نصَّان جديدان في الأدب الدِّيني لموريسكيي الأندلس بعد تسليم غرناطة 897 ـ 1014هـ

د. قصي عدنان سعيد جعفر الحسيني،

الجامعة المستنصريَّة، العراق

ترك موريسكيو الأندلس (وهم أواخر مسلمي الأندلس بعد تسليم غرناطة) تراثاً فكرياً (يجمع بين الدِّين والأدب، وغيرها من المعارف)، وبما يتناسب ومستواهم المعرفي في ظلِّ ضغط "ديوان محاكم التَّفتيش" الأسبانية الَّتي سحقت إنسانيتهم ، وشوَّهت هويتهم الحضاريَّة، وامتدَّت هذه الحقبة الزَّمنيَّة من تسليم مملكة غرناطة من قِبل الملك أبي عبد الله الصَّغير للملِكَين الكاثولكيين "فرناندو وإليزابيث"، وحتَّى قرار الطَّرد النهائي للموريسكيين (897 ـ 1014هـ / 1492 ـ 1609م).       لقد واظب كثيرٌ من المهتمِّين بـ "الشَّأن الموريسكي ـ الأندلسي" من الباحثين الإسبان، وثُلَّة من دُول أخرى بتحقيق تلك المخطوطات الَّتي يُكشف كلَّ يوم عن شأن جديد من شؤون الموريسكيين في مختلف مناحي حياتهم " الفكرية والعملية" الَّتي قضوها بين مآسٍ وآلام وتعذيب وطرد وتهميش و إقصاء وتغيب وتقتيل من قِبل "ديوان محاكم التَّفتيش"، وقد جادوا بأنفسهم ـ وهذا أقصى غايات الجُود ـ من أجل الحفاظ على انتمائهم الإسلامي، ولغتهم العربيَّة، وما تشكَّل منها من علوم ومعارف، وبين أيدينا نصَّين نثريين كشف عنهما العلَّامة التُّونسي الكبير  "الأستاذ الدُّكتور عبد الجليل التَّميمي"، رائد الدِّراسات الموريسكية في العالمين العربي والإسلامي، ويُشكِّل هذان النَّصَّان فتحاً جديداً في نصوص "أدب الدُّعاء" النَّثرية الموريسكيَّة، الأوَّل منها في : (فضل وداع شهر رمضان)، والآخر في دعاء ورد عن الرَّسول الأكرم "صلَّى الله عليه وآله وسلَّم"، إذ يمتاز بفضائل كبيرة وثواب عظيم. وسنضع النَّصين على طاولة النِّقاش؛ لإجراء دراسة موضوعيَّة تشمل تحليله من داخل النَّصِّ وخارجه؛ بوصفه نصًّا يدخل في منظومة الأدب الدِّيني، ويدخل ضمن دائرة "أدب المقاومة" أو "الأدب الثّوري" مع خلوه من عبارات الدِّفاع أو الهجوم أو المقاومة للسلطات الإسبانية وديوان محاكم التَّفتيش، لكنْ يكفي وجود مخطوط مكتوب باللغة العربيَّة أو بلغة "الألخميادو"، وهو ما يُمثِّل التَّحدي الأكبر الَّذي تُعاقب عليه "محاكم التَّفتيش" بعقوبة الإعدام البشع! وكم كان شُجاعاً ذلك الموريسكي حين ادَّخر هذين النَّصَّين غير مبالٍ بحياته ومجازفاً بها؛ من أجل فائدة مجتمعه والحفاظ على هويته الحضارية المتمثِّلة بالدِّين الإسلامي واللغة العربيَّة ومجمل تراثه الفكري، ولعلّ الخطَّة ستنضوي على مبحثين يسبقهما تمهيد، ويعقب المبحثين خاتمة.  سيكون المبحث الأوَّل في : النَّثر الموريسكي ونشأته وتطوره، والمبحث الثَّاني في : إيراد النَّصين النَّثريين الدِّينيين، مع تعليقات ضافية، لتعطينا صورة للمجتمع الموريسكي أبَّان مرحلة إنشاء هذين النَّصين، وهي بحدود عام 1580 ـ 1590م، وهي السَّنوات الحرجة، والأكثر ظُلماً ووحشية في حياة الموريسكيين، وتتضمَّن الخاتمة أهم نتائج الَّتي تمَّخض عنها البحث.   

الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي الثاني حول القضايا الراهنة للغات، اللهجات و علم اللغة، 2-1 فبرایر2018، الأهواز، (WWW.LLLD.IR).


طباعة