ترجمة فلسفة الحضارة عند مالك بن نبي إلى العربية: كتاب vocation de l’Islam - أنموذجا

عائشة إيمان بَلَمَان،

معهد الترجمة، جامعة الجزائر 2- أبو القاسم سعد الله، الجزائر

إن ترجمة الفلسفة عموما وفلسفة الحضارة خصوصًا وظيفة بالغة الأهميّة من حيث إنّها وسيلة لنقل رسالة المفكّرين إلى أجيال المستقبل للتخطيط من أجل حدوث النّهضة وتخليص الحضارة الإسلاميّة من الرّكود القاتل الذي تتخبّط فيه. وعليه جاء بحثنا ليتناول مسألة ترجمة فلسفة الحضارة في فكر مالك بن نبي من الفرنسيّة إلى العربيّة وهو أحد أهم الفلاسفة المهتمّين بمشكلات الحضارة الإسلاميّة. ويلقى موضوع ترجمة الفلسفة منذ بضع سنوات صدى قوياً لدى الفلاسفة والمترجمين على غرار دريدا وريكور وبرمان وميشونيك وحديثًا لادميرال، إلاّ أنّ المهتّمين به عند العرب قليلون جدًا ونكاد نجزم أنّهم يعدّون على الأصابع، ولعلّ أبرز من اهتمّ بنقل الفلسفة إلى العربيّة في العصر الحديث الفيلسوفُ المغربي طه عبد الرّحمان الذي وضع نظريّة لترجمة الفلسفة إلى العربيّة وهي نظرية قائمة على توجه تداولي وأخلاقي يتبنى التأصيلَ سبيلاً لنقل الفلسفة وبالتالي أقلمتها مع مجال التداول العربي الإسلامي. إلا أن خصوصية الفلسفة الإسلامية في فكر مالك بن نبي، التي وإن كانت بغير العربية، تدفعنا لطرح الإشكالية التالية: إذا كانت ترجمة الفلسفة الغربية تتعارض في عديد النقاط مع المجال التداول العربي الإسلامي وتتطلب طريقةً ترجميةً مناسبةً لنقلها، فماذا إذن عن طريقة ترجمة فلسفة الحضارة في فكر مالك بن نبي؟ وكيف يتعامل المترجم مع خصوصية الفكر الإسلامي غير الناطق بالعربية؟ سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها عن طريق دراسة تحليلية نقدية في ضوء نظرية طه عبد الرحمان لنماذج من كتاب vocation de l’Islam لمالك بن نبي. 

الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الخامس حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR)  ، 3-2 فبرایر2021 ، الأهواز.


طباعة