التلقي بين الرؤية التاريخية والرؤية الانسانية في مذكرات القدم التي بقيت لناصر حسيني

د. فوزي ثعبان منسي الموسوي،

الجامعة المستنصرية، العراق

يقول (هيرمان هسة) في كتابه(اذا ما استمرت الحرب) ان الأمم يقبض بعضها بخناق البعض الآخر. وفي كل يوم يعاني عدد لا يحصى من الرجال ويموتون في معارك رهيبة وسط سيل الأنباء المثيرة . أتناول في هذه الدراسة مذكرات"القدم التي بقيت" لمؤلفها السيد ناصر الحسيني، وتؤسس كلماتها المفتاحية من: الحرب، الذاكرة، الانسان؛ إذ يستعيد بطل المذكرات حدث الحرب العراقية – الايرانية التي جرت في ثمانينيات القرن الماضي عن طريق تجربته الذاتية في الحرب بوصفه مقاتلا وأسيرا، وتشكل مذكراته سردا إستعاديا يروي الاحداث مع /وبعد انتهاء زمنها، لذا تلاحق الدراسة هذه المذكرات من إشكالية زاويا الاستعادة، بعد ان تحللها في ضوء معطيات زمنها التأريخي، وتكشف عن هيمنة الخطاب الديني العقائدي( بوضعه التأريخي)، الذي يختزل تجربة الحرب في بؤرة اختبار إلهي لإرادة المقاتل(المؤمن)، ويتعالق - بتمثلاته المتعددة المتوزعة في متن الدراسة- مع الخطاب الانساني ، ويغيبه في الوقت نفسه. تتوصل الدراسة الى ان إستعادة الحدث لم تراعِ المسافة الشاسعة بين ما هو عقائدي وما هو انساني، فلم ينظر صاحب السيرة الى تجربته في موقع إدانة الحرب كنزعة انسانية ترفض العنف، بل احتمى على امتداد المذكرات بايديولوجيا  الخطابات التعبوية التي تهدد بانواع من الحروب لا نهاية لها، وبذلك إشترك مع الاخر/ العدو في الرغبة بخوض الحرب والسعي لها.

الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي الثالث حول القضايا الراهنة للغات، اللهجات و علم اللغة، 31 يناير و 1 فبرایر2019، الأهواز، (WWW.LLLD.IR).


طباعة