تعدد القصدية اللغوية للمفردة القرآنية في ضوء تنوع السياق

د. كاظم عبد فريح المولى الموسوي ،

جامعة ميسان، العراق

كانَ القرآنُ وما يزالُ أرضاً بكراً  تُغري الباحثينَ للخوضِ في دلالاتهِ  ومعانيه المُتجددةِ ، فشَهدت حركةً التأليف القرآني اهتماما بالمفردةِ القرآنية مِنذُ عهدٍ مبكر، غيرَ أنها ظلَّت إشاراتٍ مُتناثِرَةٍ وقفت عند حدود العدِّ والإحصاء دونَ الخوضٍ في بيان اثرِ السياق. ونجد من جهة أخرى أنَّ  للمفرداتِ معانٍ معجمِيَّةٍ عُرِفَت بها في عمومِ لغات العالم، فما أنْ تَطرق سمعَ المتلقي مفردةٌ  حتَّى تَستَدعي معناها المُلازِم دونَما حاجةٍ إلى معرفةِ السياق ، لأنَّ ذكرها يُحقِّق سَبقا مَعرفياً معلوماً، وقد تخرج من طَوقها المعجمي الضَيِّق إلى فضاءاتٍ مَجازيَّةٍ رَحبةٍ بفضلِ السياقات القادرة على إخراجها مِن حَيِّز المَعاني(اللفظية) إلى القصدية المجازية(اللغويــــة)، والصادر عن مجهودٍ إبداعيٍّ، انَّ الكلمة تَقبَل الانعتاق، والمُبدِع هو المُعتِق الأوَّل لها. لقد تعددتْ المقاصد اللغوية للمفردةِ القرآنية ورصدها الكثير من أئِمةِ اللغَة وفَطاحلِ النحو، و البيان، وجهابذةِ المفسرين في مؤلفاتهم حين وقفوا عند للمُشتَرك اللفظي، وغريبِ مُفرداتِ القرآن ومعانيه ومجازاته، وأدلى المحدثون بدلوِهِم فتتبَّعوا ظاهرةَ التنوع القصدي للمفردات القرآنية، وانْ خلتْ من اثرِ السياق في كثيرٍ منِ الأحيان، حتى غَدت ظاهرةُ التنوع الدلالي وجهاً من أعظم أوجهِ الإعجاز القرآني . جاءت مفرداتٌ في القرآنِ الكريمِ لتنفتحُ على احتمالاتٍ قصديةٍ عديدة بِحسَبِ السياقات الحاضنة لها، لذلك سَعى الباحث – وفي ضوء تلك الإشارات إلى تلمُّس اثرَ السياقِ في هذا التنوِّع  بغَضِّ النظَر عن مقدارِهِ في مُفردةٍ ما، أو استقصائِهِ في عمومِ الألفاظِ القرآنية، فجاء البَحثُ تَتَبُّعاً للمُنَحِ القصدية الدلالية المُتنوِّعة في ضوءِ تنوع السياق، فاقتصر على نماذجَ مختارةٍ من المفرداتِ، والتي رُوعِيَ فيها الترتيب الهجائي لبيان مَعانيها المُتعدِّدة بعد تمهيدٍ يخلصُ بِنا إلى مُبتغَى البحث.

الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الرابع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ، 2-1 فبرایر2020 ، الأهواز.


طباعة