المتخيّل البصري في شعر المكفوفين - أبو العلاء المعرّي أنموذجًا-

د. صلاح الدّين حملاوي،

جامعة الجزائر، الجزائر

الصّورة البصريّة  من أكثر الصّور المستخدمة عند الشّعراء و هي عماد كلّ عمل فنّي، و الخيال أساس كلّ صورة؛ فبهِ يُكسر الحاجز الذي يبدو عصيًّا على العقل والمادّة، فيَجعلُ الخارجيّ داخليًّا والداخليَّ خارجيًّا و يَجعلُ من الطّبيعة فكرًا ويُحيل الفكرة إلى طبيعةٍ، وهو المَلكة التي توصلنا إلى الحقيقة، لِما يتمتّع به من قدرة على تقريب البعيد و عقد أواصر القرابة بين المتضادّات و المُتنافرات، كذلك تكوين صور ذهنيّة لأشياء غابت عن متناول الحسّ، إذ أنّ الصّورة البصريّة في أساس تكوينها شعور وجدانيٌّ غامضٌ تناوله الخيال، وتعود أهمّيتها في الشّعر إلى أهمّية حاسّة البصر نفسها، حيث يسخّرها الفنّان في التلقّي و التملّي، و لا يمتري أحد في أن الشّاعر لن يستغنيَ عن هذا النّوع من التّصوير حتى عند المكفوف؛ الذي يستخدم لخلق الصّور البصريّة ألفاظ الرّؤية و المشاهدة و المعاينة، واللّحظ و غيرها، و قد استطاع أبو العلاء المعرّي على الرّغم من عماه أن يقدّم صورا بصريّة حافلة بالدّلالات و الإيماءات؛ إذ جعل منها مجالاً للتحدّي و إثبات شاعريّته، و ابتكار صورٍ غير مألوفة غاية في الدقّة؛ منبثقة من مخيّلةٍ واسعةٍ  و بصيرةٍ عجيبةٍ؛ معتمدًاعلى تراسل حواسّه،و ذلك من خلال الجمع بين الأنساق المعرفية الموروثة و الأنساق المعرفيّة الذّاتية.

الملخص أعلاه جزء من المقالة التي تم قبولها في المؤتمر الدولي السنوي الخامس حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR)  ، 3-2 فبرایر2021 ، الأهواز.


طباعة