النقوش الكتابية انواعها ودلالاتها على عمائر الهند الاسلامية (نماذج مختارة)

د. ابرهيم حسين خلف الجبوري و معتصم مالك عواد الخزرجي،

قسم الاثار، كلية الآداب، جامعة  سامراء، العراق

منذ بداية العصر الاسلامي في الهند  اهتم الفنان المسلم بالخط العربي كأحد العناصر الزخرفية  اهتماماً كبيراً وترك لنا ابداعاته الفنية على الجدران الداخلية والخارجية للعمائر وعلى التحف بشكل مساحات زخرفية متناسقة فيما بينها ،وحسبنا ان معظم الكتابات التي نراها على العمائر والتحف الاسلامية  في الهند لا يقصد بها الفنان تسجيل اسم مشيد البناء او تاريخه او التبرك ببعض الآيات القرانية والعبارات الدعائية فحسب ،بل قصد منها ان تكون عنصراً أعلامياً من اجل نشر الدين الاسلامي والترويج له في شبه القارة الهندية وهذا يتضح من خلال دلالات النقوش الكتابية على واجهات العمائر والتي حملت في كثير من أجزائها لفظ الجلالة (الله) مصحوباً بشهادة التوحيد (لاأله الا الله محمد رسول الله ) (والله أكبر) فضلاً عن دلالاتها الزخرفية  بحد  ذاتها وقد تطرق الباحث الى انواع الخطوط التي ظهرت على المباني كالخط النسخي والكوفي  والنسخي البهاري  وخط الثلث المزخرف بالطغراء  والخط البابري نسبة الى السلطان جلال الدين اكبر والخط النستعليق الفارسي والذي ظهر بكثرة في مباني الهند بسبب انتشاراللغة الفارسية الى جانب اللغة الاوردية ،وأستمر السلاطين المغول بالعناية بالخط في عهد السلطان همايون الذي جلب أثناء اقامته في بلاط الملك الفارسي طهماسب العديد من الخطاطين المصورين الذين عنوا بالخط الفارسي حتى أثر ذلك على الحياة والثقافة العامة في الهند وأصبحت اللغة الفارسية لغة رسمية. يمكن أن نستنبط من دلالات النقوش الكتابية في الهند فضلا عما ذكرنا أنها تدل على سلامة العقيدة فالكثير من النقوش التي ظهرت على المباني الدفنية (الاضرحة ) لها علاقة بالحياة الاخرة والموت والجزاء ومآل الشخص اما الى جنة واما الى نار ،بينما نجد نصوص المساجد تتعلق بالعمل الصالح والعبارات الدعائية وشهادة التوحيد ،أما القصور والمدارس فنصوصها تتركز على العناصر التوثيقة والاشعار والقصائد النثرية ،ومن دلالات النصوص ماتعكسه من جوانب تكشف عن أسماء البنائين والخطاطين والمشرفين والمهندسين ،ومعلومات أخرى نستنبطها من النقوش عن الاحوال الاقتصادية والدينية والالقاب ووظائف الجيش ،والمحاجر التي قطعت منها الاحجار والمهارة التي وصل اليها فن النحت ،كما تساعدنا الكتابة على معرفة بوادر أنتشارها وأنتكاسها خلال العصور وهذا ما أنعكس على ظهور الكتابة العربية في البنغال منذ العصور المبكرة ومن ثم ظهور الفارسية في العصر المغولي لذا فالنقوش مرآة أنجازات الشعوب  في شبه القارة الهندية  على مر العصور. الباحث اعتمد في دراسته على الجانب الميداني لمباني الهند  في توثيق أغلب النصوص الخطية فضلاعن اعتماده على مجموعة من المراجع والمصادر المرتبطة بالموضوع.

الكلمات المفتاحية: دلالات الخط العربي، عمارة، الهند.

 الملخص أعلاه جزء من البحث التي تم قبوله في المؤتمر الدولي التاسع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ،  1-2 فبرایر 2024 ، الأهواز.


طباعة