اللبس اللغوي في تراكيب العربية بين الطلب والرفض

د. بدر بن سالم بن جميل السناني،

مركز الدراسات التحضيرية (وحدة المتطلبات العامة)، كلية التربية بالرستاق، جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، سلطنة عمان

لما كانت وظيفة اللغة الجوهرية التواصل، سعت اللغات إلى إزالة الالتباس من تراكيبها، ومحاولة رفعه بما تمتلكه من أدوات، لأن اللبس ‏-أصلا- ممنوع أبدا؛ لمنافاته القصد من وضع اللغة؛ فأوجدت اللغات الطرق التي ترفع بها اللبس من تراكيبها، أو تقلل منه. إن الناظر في لبس العربية يلحظ أنه ليس مردودا كله؛ لأنه يأخذ دلالتين: دلالة جمالية يكون اللبس بموجبها فنا، وقد يكون اللبس في تراكيبها إبهاما وتعمية، فإن كان اللبس فنا أكسب اللغة إثارة وحسنا، فالوضوح الزائد قد يكون مثلبة، لأنه دعوة إلى نوع من التسطيح الفكري، فاللبس خاصية جمالية تستحضر المتلقي، بإشراكه في العملية الإبداعية. يكتسب الإلباس في الكلام صفة النسبيَّة فما يكون في موقف لغوي ملبسا لا ينبغي أن يكون كذلك في موقف آخر، فقد يكون الكلام مفهوما ظاهرا معناه في سياق، ومستغلِقا غير مستبان في سياق آخر، إلا أن اللبس ظاهرة لغوية تضرب بسهمها في جذور اللغات، لذا لم ينكر أحد من الباحثين –قديما وحديثا– وجود اللبس في تراكيب العربية، وقد أثبتت الدراسات التقابلية أن اللبس ظاهرة قارة في اللغات البشرية حتى الآلية منها، فهو ظاهرة عامة تظهر في مستويات اللغة كافة. رغبة في بيان صور اللبس في العربية، وكشف جماليته في تراكيبها، ومحاولة رد العلماء ما يعيق تحقيق التواصل، وإنجاز الرسالة، فيتناول هذا البحث جمالية اللبس ورده، ومتكئا على المنهج الوصفي التقريري، وقارئا أهم الوسائل التي تستعين بها اللغة لإيصال الرسالة اللغوية واضحة؛ مما يحقق نجاح الاتصال اللغوي بين طرفي الاتصال. هذا وقد بني البحث على استقراء مجموعة من الأمثلة التي تدعم القضية المدروسة. ویُقسَّم البحث إلى مقدّمة، ومبحثين رئيسين غیر منفصلين، فخاتمة تضم خلاصة البحث.

الكلمات المفتاحية: اللبس اللغوي، التراكيب، اللغة.

 الملخص أعلاه جزء من البحث التي تم قبوله في المؤتمر الدولي التاسع حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب (WWW.LLLD.IR) ،  1-2 فبرایر 2024 ، الأهواز.


طباعة